رمضان آتى والقلبُ هفا..فى حبِ البارى قد شغُفَ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين

رمضان آتى والقلبُ هفا..فى حبِ البارى قد شغُفَ

... أخواتى

. . إجعلوا رمضان أوله ..دمعة ؛ وآخره ...دمعة !

أجل إجعلوه كله ...دموع ومناجاة مع الله ؛ وتأملوا هذا الحديث المُرعب:

عن أبي هريرة - رضي عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"بمحلوف رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أتى على المسلمين شهر خير لهم من رمضان، ولا أتى على المنافقين شهر شر لهم من رمضان، وذلك لِما يُعِدُّ المؤمنون فيه من القوة للعبادة وما يعد المنافق من غفلات الناس وعوراتهم هو غَنْمٌ للمؤمن يغتنمه الفاجر"

" أخرجه الإمام أحمد, ونسبه ابن حجر في "التعجيل" إلى صحيح ابن خزيمة, وصححه العلامة أحمد شاكر رقم8350" .

أخواتى ....

إنكم لو ضممت هذا الحديث الخطير.. إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"رغم أنف من أدركه رمضان فلم يغفر له"
( رواه الترمذي والحاكم )

فإنكم ستعلمون واجبكم نحو هذا الشهر الكريم بمنتهى الوضوح والتركيز.

فإجعلوا صومكم ..

" أوله دمعة.. وآخره دمعة "

· أوله.. يعني قبيل الفجر.. مع نهاية الليل.. حيث يقترب رب العالمين.. وتسطر أسماء المعتوقين..

إياكم.. والتسويف ..إياكم أن يؤذن للفجر دون أن تعتقوا ..!

هاتوها من الله الكريم بالتضرع، وربكم يحب الملحين المتضرعين بالدعاء..

قالى سبحانه وتعالى :
{وإذا سَأَلَكَ عِبادي عَنِّي فَإَنِّي قَريبٌ أُجَيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْيَسْتَجيبوا لِي وَلْيُؤْمِنوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشَدونَ}

[البقرة:آية_ 186].

وقال عزوجل أيضاً :
{مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا}
[النساء:آية_ 147].

· وآخره دمعة .. يعني عند الفطر.

فعَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
"إِنَّ لِلَّهِ عِنْدَ كُلِّ فِطْرٍ عُتَقَاءَ، وَذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ ".
( رواه أحمد وابن ماجه وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه )

وعن أبي سعيد الخدري " رضي الله عنه " قال: قال رسول الله " صلى الله عليه وسلم " :

"إنَّ لله تبارك وتعالى عتقاء في كل يوم وليلة "
- يعني في رمضان- وإن لكل مسلم في كل يوم وليلة
دعوة مستجابة "

[رواه أحمد وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب].

بل إن الحديث العظيم المشهور.. "إذا كانت أول ليلة من رمضان..... "

له رواية خطيرة غير مشهورة.. مع أنها مما اتفق عليه البخاري ومسلم!!

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
".... فتحت أبواب السماء فلم يغلق منها باب"

... أخواتى ...

فعندما نشعر بأن خطواتنا تبتعد قليلا عن مسارها الصحيح خلال العام ..أو خلال الأحدى عشرة شهراً قبل رمضان ....

نقف في منتصف الطريق تائهين

تائهين

عندها يأتي

رمضان

لينتشلنا من ذنوبنا ومعاصينا

من هموم المعاصي

رمضان
هو غيثُ القلوبِ بعد جَدبِ الذنوبِ
هو سلوةَ الأرواحِ بعد فزعِ الخطوبِ

رمضان آتى والقلبُ هفا..فى حبِ البارى قد شغُفَ

يأتى !

يأتي ليعيدنا الى جادة الطريق والصواب

وينتشلنا من تلك الطريق الوعِرة

المملوءة بمطبات المعاصى ..التى نقع منها على وجوهِنا

تلك الطريق الوعِة التى لا نخرج منها الا برمضان

إنطلاقاً منها إلى صفوف العابدين المتضرعين

إنطلاقاً نحو نفوس العابدين الزاهدين

... أخواتى ..

ما رأيكم ؟؟

ماذا تتمنوا؟؟

فابكوا رحمكم الله وغفر لكم ...إبكوا وتضرعوا تائبينَ .. خائفينَ .. راجينَ.. محبينَ.. راضينَ..

وحذارى لعدم العِدة !!!!

فإذا الروْض أمسى مُجْدِباً في ربيِعِه ففي أي حينٍ يستنيرُ ويُخْصِبُ ؟

وإحرصوا ألا يتفلت منكم الشهر إلا معتوقين..

بل إحرصوا ألا يتفلت منكم يوم إلا معتوقين ..

وإحرصوا ألا تتفلت منكم ليلةٍ إلا معتوقين..

ولما كان السلف يفرون من مجالس الحديث في رمضان ويقولون:

إذا دخل رمضان فإنما هو القرآن وإطعام الطعام

فإن واجبك يزداد كمالاً ووضوحًا وتركيزًا..

فيها قلِبوا دموعكم تلك.. على هذين الواجبين: القرآن والإطعام

فيصبح الواجب:

كل يوم فى رمضان :

دموع توبة .. تضرع .. وصدقة

وكل ليلة:

دموع توبة... تضرع .. وختمة

اللهم بلغنا رمضان
اللهم بلغنا رمضان
اللهم بلغنا رمضان
و
اللهم اجعله حجة لنا لا علينا

و
اللهم اجعلنا من عتقائك فيه يا رب العالمين